معادلة نصرالله الجديدة: الحقوق ورفع الحصار…او الحرب الشاملة!

علي ضاحي-

كل التقديرات الداخلية والخارجية كانت تتوقع موقفاً حاسماً في ملف ترسيم الحدود من الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في ذكرى إنتصار المقاومة في عدوان تموز 2006، لا سيما بعد إطلاق 3 مسيرات فوق كاريش، وما حملته من مغاز عسكرية وامنية وسياسية. ولكن قلة كانوا يعلمون في دائرة المقاومة الضيقة وحلفائها اللصيقين في هذا المحور، ان الحرب كما اعلن السيد، باتت افضل وسيلة لتحصيل الحقوق ولرفع الحصار عن لبنان وشعبه وثرواته المدفونة.

وتؤكد اوساط قيادية بارزة في محور المقاومة و8 آذار، انه عندما يخرج السيد نصرالله يقول فيه ان الحرب هي اهون الخيارات وآخرها لحفظ حقوق لبنان، وان معادلة لا غاز في لبنان فلا غاز في الكيان الغاصب، يعني ان الاصبع على الزناد، وان القرار بالمواجهة متخذ حتى النهاية. ومهما كانت الكلفة للحرب باهظة، فإن كلفة حصار لبنان وتجويع شعبه، وهو عائم على ثروة من النفط والغاز، ستبقى اكبر واضخم.

وتقول الاوساط ان الكرة في ملعب الاميركي والصهيوني، وهما يدركان اليوم وبعد الخطاب الثاني للسيد نصرالله، وبعد إطلاق المسيرات الثلاث، ان ما بعد خطاب 13 تموز 2022 ليس كما قبله، وعليهما ان يستعدا لنتائج وخيمة في حال بدأ التنقيب، وتمّ تجاهل حقوق لبنان، ولم تُرسّم الحدود بما يحفظ حقوق لبنان.

وعلى المستوى الداخلي، تؤكد الاوساط ان المقاومة، ومنذ اللحظة الاولى لصدور “البيان السيء” عن وزير الخارجية و”بتغطية متسرعة ومتهورة” من الرئيس نجيب ميقاتي ومن دون ادراك عواقب ونتائج بيان مماثل سياسيا وديبلوماسياً، ان عملها ليس مرتبطاً بأي اجندة داخلية، وان توقيته وابعاده ونتائجه ملك قيادة المقاومة ولا تشاركه مع احد، وبالتالي لا تنتظر المقاومة اذن احد او مشورته، متى ارتأت اللحظة المناسبة لأي عمل عسكري او امني يحمي لبنان.

وتقول الاوساط انه رغم رفض المقاومة الانجرار الى اي سجال، وعدم دخولها في اية زواريب سياسية، ترفض ربط اي استحقاق داخلي او حكومي بعملها وشرعيتها وسلاحها ومسيراتها، وتقول ان لا ربط بين الحكومة وتأليفها بعمل المقاومة او بالتصعيد الجاري في الملف العسكري والامني والسياسي المتعلق بترسيم الحدود ولا اساس له من الصحة.

وترى الاوساط ان ما يجري اليوم من تصعيد سياسي وتشويش على عمل المقاومة، هو من باب النكد السياسي وتأكيد الانقسام الداخلي حول المسيّرات، وطريقة تعامل المقاومة مع السرقة الصهيونية للغاز اللبناني. وينتقل التشويش من العمل العسكري الى اتهام المقاومة ومن خلال المسيّرات، بالتعطيل في ملف الحكومة و”كربجة” البلد، فكل هذا الكلام مردود كون المقاومة وحزب الله اول من يدعم تشكيل الحكومة وضد الحصار الاميركي المالي والكهربائي.

وتقول الاوساط ان العقوبات الاميركية الجماعية على الشعب اللبناني مستمرة، وقبل المسيّرات وترسيم حدود وبعدهما، لذلك كان تأكيد السيد نصرالله ان هذا الواقع لا بد من كسره آخر المطاف، ولو كان آخر الدواء الكيّ!

Leave A Reply